للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذهب أبي نواس: وداوني بالتي كانت هي الداء.

نعود إلى السؤال السابق وهو: أمر يبتلى به كثير من الملتزمين بالسنة، الملتزمون بالسنة، بل بالواجب في هذا الزمان قلة، وبخاصة عند أولئك الذين يريدون تحقيق الدولة المسلمة في طريق الدخول في البرلمانات أكثرهم تجدهم كالنصارى حليقين لحى، ومن يكون منهم ذو لحية على السنة يعني: قبضة فهو يضطر أن يُشَذِّب منها، وأن يأخذ منها وأن يأخذ منها حتى تكون على مذهب عامة السوريين خير الذقون إشارة تكون.

هذا كله مسايرة للجو الذي ينتمون إليه بقصد؟ إقامة الدولة المسلمة.

فكثير من المسلمين أو أكثر المسلمين اليوم لا يلتحون متأثرين بالثقافة الغربية والعادات الغربية الكافرة.

قليل منهم وقليل من عبادي الشكور من يُطَبّق قوله عليه السلام: «وأعفوا اللحى» أي: لا يحلقونها، لكن هؤلاء الذين لا يحلقون اللحى طرفان على طرفي نقيض كما قلنا آنفاً في بعض الأصناف التي سبق ذكرها: طرف منهم يطلقونها إطلاقاً تاماً مهما طالت حتى لو جرها على الأرض بزعم أن الرسول قال: «وأعفوا اللحى نصاً مطلقاً».

وناس آخرون وهم الأكثرون ممن نجوا من مصيبة الحلق، ولكن يريدون أن يسددوا وأن يقاربوا في المجتمع الذي يعيشون فيه.

نحن نرى في بعض الأحزاب، ولست الآن بحاجة إلى أن أسمي لا تجد فيهم لا لحية شرعية تجد فيهم أصحاب لحى، لكن إما على مذهب عامة السوريين، أو أرقى قليلاً، لكن لا يجعل لحيته على السنة التي هي القبضة كما سيأتي بيانه حتى لا يقال: إنه هذا من المتشددين، أو كما يقولون اليوم: من الأصوليين، وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>