للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزل أحب الدبا من يوم رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يحب الدبا».

ترى إذا كان الصحابة هكذا ونجد ابن عمر يأخذ من لحيته ونفترض أن نبيه ما كان يأخذ من لحيته مستحيل هذا أن يقع، ثم نقول: لا. مش مستحيل هو مش معصوم وهو إنسان يخطئ ويصيب، طيب. هذا الاحتمال ولو كان احتمالاً واهياً جداً في نقده وفي رأيه، لكن ليس هو وحيداً في هذا المجال، معه أبو هريرة رضي الله عنه.

أيضاً: كان يأخذ من لحيته، وهذه أخبار صحيحة، لكن من قبل أن أمضي؛ ما يروى عن ابن عمر يروى بصفتين اثنتين:

الصفة الأولى: أنه كان يأخذ من لحيته في الحج والعمرة، هذا الصحيح، لكن هذا لا يعني كما أنه أحدنا يحج أو يعتمر يحلق رأسه، هذا ليس معناه: أنه ما يحلق رأسه البتة، أو يقصر من شعره، فهذا ليس معناه: أنه ما يقصر من شعره البتة، لكن هذا يعتبر هناك منسكاً من المناسك، ولذلك يحافظ أي حاج إما على الحلق، وهو الأفضل، أو على القص وهو جائز مفضول.

إذاً: الرواية التي تقول: أن ابن عمر كان إذا حج أو اعتمر لا يعني أنه كان إذا لم يحج ولم يعتمر لا يأخذ، لا. والدليل: أنه جاء في رواية أخرى عنه صحيحة أنه كان يأخذ ما دون القبضة مطلقاً، فيكون الرواية التي فيها ذكر الحج والعمرة من بيان كما يقول الشوكاني في بعض المسائل غير هذه: أنه هذا جزء من ذاك؛ لأنه أن يأخذ بمناسبة الحج والعمرة هو جزء من الأخذ كما قلنا نحن من شعرنا، سواءً في موسم الحج أو غير موسم الحج.

ثم يأتي بعد هذا التوضيح عن أبي هريرة الإطلاق وليس التقييد بالحج أو العمرة.

ثم يأتي عن بعض السلف وهذا مذكور في تفسير ابن جرير الطبري أنهم كانوا

<<  <  ج: ص:  >  >>