يأخذون من لحيتهم، بل يروي أبو بكر البيهقي في كتابه شعب الإيمان، وأنا رأيته في الكتاب مخطوط ثم الآن طبع والحمد لله.
يروي بسنده الصحيح عن إبراهيم ابن يزيد النخعي وهو تابعي يقول: كانوا يأخذون من لحيتهم.
ومن العجيب: أننا لا نرى عكس هذه الروايات كلها عن أحد من الصحابة أنه كان لا يأخذ من لحيته، لا نجد هذا إطلاقاً.
فإذاً: خير الأمور الوسط وحب التناهي غلط، لا نقول: بأنه ينبغي إطلاق اللحية على طولها، مهما بارك الله عز وجل فيها، أو أن نأخذ منها على كيفنا؛ لأن المقصود: أن نحقق قوله تبارك وتعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء: ٦٥].
هذا هو الجواب عن ذاك السؤال علماً أن مثل هذا الجواب، مسطور من قريب، لكن أظن كما يقول بعض أصحابنا: أنه مهما تكرر السؤال، وتكرر الجواب لابد ما يكون في فائدة جديدة.