للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ مقبل لكن أعتقد أن المنهج واحد وهو أنه لا يجوز الانضمام إلى حزب لا يدعو إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ولو كان حزباً إسلامياً فكيف وفيه قد يكون البعثي وقد يكون الشيوعي وقد يكون الملحد و .. و .. إلى آخره، هذا لا يجوز إطلاقاً، ولذلك فأنت تنقل هذه الكلمة والدين النصحية، ونحن نأمرهم من كان حريصاً منهم على اتباع الكتاب والسنة هو أن يلزموا هذا المنهج وليس عليهم أن يقيموا الدولة المسلمة ما بين عشية وضحاها لأن هذا لا يمكن، وإنما علينا أن نسير ونمضي فيما نحن فيه والبقية على الله تبارك وتعالى، وكثيراً ما أذكر في هذه المناسبة امرؤ القيس هو شعره مع أنه جاهلي يحكى أنه كان رجل الذي ظهر كان ذكياً ولا أقول عاقلاً، كان ذكياً حينما قال:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقين بقيصر

فقلت له: لا تبكي عينك إنما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذر

شايف أين الفهم الصحيح؟ إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذر، وهذا جاهلي لا دين له، ما هو طلبه؟ يصل إلى الملك، فإما أن يصل وإما يكون معذور، نحن أولى، نحن ماشين سوياً على صراط مستقيم، فإن وصلنا إلى الهدف الذي ينشده كل مسلم وهو إقامة حكم الله في الأرض، إقامة الدولة المسلمة فالحمد لله وذلك ما نبغي وإلا سيكون لنا عذر عند الله عز وجل، نحن ماشين في الطريق، أما الناس الآخرون. فيريدون أن يصلوا إلى رأس الأهرام قفزة واحدة، هذا خلاف سنة الله في أرضه وفي خلقه وفي شريعته، هذا جوابي عن سؤالك.

(الهدى والنور / ٣٥٨/ ٤٠: ٢٤: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>