المجمل لا بد من الإيمان المفصل في حدود الكتاب والسنة، نأتي إلى الإيمان بالقدر، فيه ناس إلى اليوم يؤمنون بالقدر لكن القدر عندهم يساوي الجبر، فهل آمن بالقدر? ما آمن بالقدر، إذاً يجب ألا نغتر بالإيمان بألفاظ الكتاب والسنة دون الإيمان بمعانيها الحق، الإيمان بالألفاظ لا يسمن ولا يغني من جوع؛ لأن كل الفرق الضالة تشترك هذه مع تلك في الإيمان بألفاظ القرآن والسنة، لكنهم يختلفون في التأويل، وهذا بحث كما قلت طويل وطويل جداً، حسبنا إذاً الآن أن ندندن دائماً في دعوتنا المسلمين إلى الإيمان بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ثم نعالج فيهم في حدود الأهم فالأهم، ما نراهم قد انحرفوا قد يكونوا انحرفوا في السلوك وهذا شيء كثير، انحرفوا في العبادة وهذا كثير، انحرفوا في العقيدة وهذا أيضاً كذلك، ولذلك الأمر كما قيل العلم إن طلبته كثير والعمر عن تحصيله قصير فقدم الأهم منه فالأهم، على هذا أنصحك أن تضل مع الجماع التي لا تمثل الجماعة .. نعم، بشرط أن تكون أنت متمثلاً فيهم الجماعة بالدعوة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح.
(الهدى والنور/٦٦٠/ ٣٤: ٣٣: ٠٠)
المقدم: شيخنا هنا فيه شيء تفضلتوا فيه قبل قليل لما ذكرتم الجواب المختصر ثم قبل التفصيل وهو أنكم قلتم: ننصحك ألا تخرج وإنما تبقى آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر حتى يجمدوك أو بهذا المعنى، أنا أقول شيخنا إذا بقي كذلك حتى يجمدوه يتخذون ذريعة التجميد سبباً يدفعون به تهمهم، أما إذا هو عاجلهم بالخروج قبل أن يجمدوه هم يكون يعني هذا سلاحاً قوياً بيده أني أنا خرجت وما أحد أخرجني، فنخشى أنهم إذا هم جمدوه وطردوه لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فهم لا يتحملون هذا كما تعلمون يا شيخنا.