الْمُشْرِكِينَ} [الروم: ٣١] ما بال المشركين؟ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون.
ومن الملاحظ اليوم وهذا من آثار الحزبية المنهي عنها في الشريعة الإسلامية أنه كل حزب بيكتل جماعته حوله، وكل خير ممكن يحصله بيحرمه عن كل المسلمين، وبيحصره في حزبه، والحزب الثاني كذلك، والثالث كذلك والنتيجة:
التعادي والتناثر والتنافر والتباغض والتدابر، والرسول عليه السلام نهى عن كل ذلك في الحديث الصحيح وضخمه بقوله:«وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله». «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله»، وأنا في اعتقادي أن الذي يحمل الناس على التحزب هو انشغالهم عن دراسة الإسلام من أصوله الصافية؛ ألا وهو الكتاب والسنة، وما كان عليه سلفنا الصالح.
ولذلك قال تعالى، وبهذه الآية أختم الجواب عن هذا السؤال:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥] وين الشاهد في الآية؟ ويتبع غير سبيل المؤمنين. لو سألنا المسلمين عامة، سواء كانوا علماء، أو كانوا طلاب علم، أو كانوا من عامة المسلمين: هل علمتم أنه كان يوجد في المسلمين السابقين أحزاب؟ الجواب: لا. هذه الأحزاب جاءتنا من المستعمرين الذين استعمروا بلادنا، ونشروا فينا عاداتهم وتقاليدهم وأخطارهم ومنها: الحزب الشيوعي، والحزب الاشتراكي، والديمقراطي، وما أدري أيش هناك أشياء.
فصار البلد الواحد ينقسم على نفسه إلى أقسام كثيرة، ثم تسربت هذه الحزبيات، هذه الحزبيات التي سميناها اشتراكية، شيوعيه، ديمقراطيه، ليست