الشيخ: حاشاهم، حاشاهم، معلهش، راح أقول لك واصحح لك وجهة النظر هذه، الأئمة الأربعة، والأربعين، والأربعماية، وأربعين ألف، وعد ما شئت، لإن علماء المسلمين ما شاء الله بارك الله فيهم ما كان منهم أحد أبداً يدعو الناس الذين حوله أنه تشبثوا بي، وكونوا معي، ولا تتعرفوا على غيري، حاشاهم من ذلك.
وأنت لابد أنك بلغك أو قرأت أن كل إمام من الأئمة الأربعة كان يقول: إذا صح الحديث فهو مذهبي، لكن أعجب من هذا وأعظم منها: أن الإمام الشافعي القرشي كان يقول لتلميذه الإمام أحمد يقول: يا أحمد أنت أعلم مني بالحديث، فإذا جاءك الحديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صحيحاً فأعلمني به، سواء كان حجازياً أو عراقياً، أو مصرياً، أو ... الخ.
هذا معناه: أن الشيخ بيقول لتلميذه ولاشك أن كلاً من الشيخ وتلميذه له جماعة له تلامذة، لكن حاشاهم أن يكون الواحد منهم بيقول: أنتوا لازم تكونوا معي، ولا تكونوا مع الإمام أحمد ولامع غيره من الأئمة، لأنه كما قال رب العالمين بحق في القرآن الكريم:{إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجر: ٤٧]، لكن شو صار فيما بعد، صاروا التلامذة، بل تلامذة التلامذة ينهون عن هذا التعصب، وعن هذا التكتل، وعن هذا التحزب؛ ولذلك فلا ينبغي لمسلم أبداً أن يخطر في باله أنه مثلما الأئمة الأربعة عملوا أربعة أحزاب نحن كمان اليوم نعمل أربعة أحزاب، وأنا أقول: حاشاهم أن يكونوا قد صنعوا أحزاباً، ومع ذلك فأقول: لو كانوا فعلوا أحزاباً فهم علماء، أما اليوم الذين يقيمون الأحزاب ليسوا بعلماء.
مداخلة: جهلاء.
الشيخ: إنما ليسوا بعلماء أقل ما يقال، فأنا ما بيهمني بقى الدخول في