للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متى انتشرت هذه الكلمة الديمقراطية في مزاجكم وفي مزاجنا هنا هي حديثة عهد وإن كانت قديمة معروفة في بعض البلاد الغربية وبخاصة أمريكا التي تحاول الآن أن تسيطر بأفكارها وبمبادئها الكافرة على البلاد الإسلامية ولا يفوتها ولا يعوزها أن تجد من المسلمين أن تجد من المسلمين أنصاراً لها باسم الديمقراطية، هذه كما جاء في سؤالك لفظة أجنبية وأنا لا أنسى أن في مكتبتي هذه كتاب في حياة أو ترجمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه طبع هذا الكتاب من نحو أربعين خمسين سنة كتب في أسفل العنوان: أول ديمقراطي في الإسلام، كذبوا؛ لأننا أولاً لو أردنا أن نعطي لكلمة الديمقراطية معنى شرعي فليس عمر بأول ديمقراطي إسلامي وإنما هو تابع لسيد البشر عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك فليس لهذه الكلمة معنى إسلامي صحيح؛ لأنها تعني أن الحكم للشعب، تعني أن الحكم للشعب وهذا مع ظهور بطلانه، ومخالفته لنصوص الشرع الإسلامي ألا إن الحكم لله وليس للشعب والشعب تابع للحكم الإسلامي، هذا الديمقراطية تعني ضد الحكم الإسلامي تماماً الحكم للشعب.

مثال لا ينساه التاريخ تاريخ هذا القرن وهو أن الأمريكان بدا لهم في تجربتهم أن الخمر هي كما جاء في بعض الآثار عندنا أم الخبائث، عرفوا أنها أم الخبائث بانتشار هذه الآفة في بلادهم فاتخذوا قراراً لتحريم الخمر، اتخذوا قراراً في البرلمان مجلس الشعب ولكن سرعان ما اضطروا إلى أن يلغوا هذا القرار بقرار آخر يبيح الخمر لأن الشعب ما صبر على هذا التحريم وما دامت الديمقراطية هي حكم الشعب فإذاً الشعب يحلل والشعب يحرم حسب هواهم.

الإسلام أعز من أن يسمى باسم أجنبي كافر ينطوي تحته الضلال المبين.

بل أنا أقول: لو كانت الديمقراطية تعني معنى إسلامياً صرفاً لا غبار ولا شائبة

<<  <  ج: ص:  >  >>