عليه نحن لا نجيز أن نسمي معنى شرعياً بلفظ كافر أجنبي، ولذلك فنحن ننكر هذا الاستعمال الذي بدأ يظهر في بعض البلاد العربية اليوم من ناحيتين:
أولاً من ناحية المعنى؛ لأنه يعني كما قلنا: أن الحكم للشعب وهذا كلام باطل فإن الحكم إنما هو لله عز وجل، ثم من ناحية اللفظ؛ لأنه لفظ غربي أجنبي لو كان يتضمن معنى صحيح ما نرى استعماله؛ لأنها رطانة غربية مقيتة فكيف وهو يتضمن معنى مخالف للشريعة.
من هنا نحن ننكر على بعض الجماعات الإسلامية التي ترفع عقيرتها بالدعوة إلى الديمقراطية ولو أنهم يزينونها بكلمة إسلامية فيقولون: ديمقراطية إسلامية، لقد ابتلينا في هذا العصر مما حذرنا نبينا صلوات الله وسلامه عليه من قبل أن نقع في مثل ما وقعنا فيه حيث قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ليكونن في أمتي أقوام يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها»، قديماً سموا الخمر نبيذاً، وجرى هنا خلاف بين بعض الفقهاء العراقيين وغيرهم والسنة تقول صراحة: ما أسكر كثيره فقليله حرام.
لكن في العصر الحاضر أصبحت هذه المسكرات تسمى بألفاظ رقيقة وناعمة (إنبيت، وسكي)، ونحو ذلك من الألفاظ، كما يسمون الربا فائدة، حتى المتشرعين، حتى الإسلاميين الذين يتمسكون بالإسلام إلى حد ما انطلى عليهم هذا الاسم فلا تعود، لا تكاد تسمع منهم استعمال كلمة الربا وإنما بديلها الفائدة، هذا كله وقع في هذه الآونة الأخيرة بين المسلمين.
من ذلك الاشتراكية الإسلامية، قبل الديمقراطية الإسلامية، فيه إشتراكية إسلامية وألفت بعض الكتب في ذلك، وحاولوا في بعض الأحكام التي تتضمنها الإشتراكية الكافرة أن يصبغوها بصبغة إسلامية وقع بعضهم في مثل هذا، من هذا القبيل أيضاً البنوك الإسلامية هذه مصائب المسلمين، من هذا القبيل أيضاً