لهذا أقول باختصار: إن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية أصلًا هذا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين، وقد قال رب العالمين:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}[النساء: ١١٥] في كل شيء .. {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥].
مداخلة: هؤلاء أصحاب التظاهرات والمظاهرات يستشهدون بما جاء في السيرة أنه لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج المسلمون في مكة، عمر في صف وحمزة في صف آخر، ويقولون هذه مظاهرة استظهارًا واستنكارًا لما يفعله طواغيت قريش وكفارهم، فما جوابكم عن هذا الاستشهاد.
الشيخ: جواب عن هذا: كم مرة وقعت مثل هذه الظاهرة في المجتمع الإسلامي؟
مداخلة: مرة واحدة.
الشيخ: طيب! مرة تصبح سنة متبعة؟ إن علماء الفقه يقولون: لو ثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عبادة مشروعة يثاب فاعلها، فلا ينبغي المواظبة عليها دائمًا أبدًا خشية أن تصبح تقليدًا متبعًا بحيث مع الزمن يصبح ذلك الأمر الذي أصله مستحبًا .. يصبح أمرًا مفروضًا في أفكار الناس وعاداتهم بحيث أن أحدًا من المسلمين لو ترك هذا المستحب لقام النكير الشديد عليه، قالوا هذا وهذا من فقههم، فما بالكم إذا جاشت العاطفة بمناسبة ما فخرجت مثل هذه الجماعة التي جاء ذكرها في السيرة فتتخذ سنة متبعة، بل تتخذ حجة لما يفعله الكفار دائمًا وأبدًا على المسلمين الذين لم يفعلوا ذلك بعد هذه الحادثة مطلقًا مع شدة وقوع ما يستلزم ذلك، فنحن نعلم مع الأسف الشديد أن كثيرًا من الحكام السابقين كانت تصدر منهم أحكام مخالفة للإسلام وكان كثير من الناس يسجنون ظلمًا وبغيًا وربما