يقتلون، فماذا يكون موقف المسلمين؟ أمر الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة بوجوب إطاعة الحاكم ولو أخذ مالك وجلد ظهرك، أعني من هذا: أنه وقع في قرون مضت أشياء مما ينبغي استنكارها جماهيريًا ولكن شيء من ذلك لم يقع، ومن هنا نحن نخشى من هذه التي تسمى بالصحوة .. نخشى منها حقيقًة كما نرضى بها .. نخشى لأنها صحوة عاطفية وليست صحوة علمية بالمقدار التي تحصن هذه الصحوة من أن تميل يمينًا ويسارًا، فلا شك أن في الجزائر وفي كل بلاد الإسلام مثل هذه الصحوة التي تتجلى في انطلاق الشباب المسلم بعد أن كانوا نيامًا غير أيقاظ، ولكن تراهم قد ساروا مسيرة تدل على أنهم لم يتفقهوا في دين الله عز وجل، والأمثلة في ذلك كثيرة جدًا فلا نخرج عما نحن بصدده.
فحسبنا الآن هذا الاستدلال يدل على الجهل بالفقه الإسلامي ذلك لما أشرت إليه آنفاً: وقعت هذه الحادثة وأقول مستدركًا على نفسي: إني أذكر هذه الحادثة قد وردت في السيرة ولكني لا أستحضر الآن إن كانت صحيحة الإسناد، فإن كان أحدكم يعلم أن ذلك ورد في كتاب معتمد من كتب السنة فيذكرني وإلا فالأمر بالنسبة إلي يحتاج إلى مراجعة، فعلى افتراض ثبوت هذه التظاهرة حينما أسلم عمر رضي الله عنه، هذه وقعت مرة فإذا وقع مرة لا يصبح ذلك سنة بحيث نؤيد ما يفعله الكفار ثم نجعل المسلمين تحت المخالفة بهذه السنة لأنها لم تتكرر، وإن تكررت فعلى مدى العصور كلها هذه والسنوات الطويلة فهي نقطة في بحر، ما يصح أن تتخذ دليلًا لمثل هذا الواقع الذي يفعله الكفار ثم نحن نتبعهم في ذلك.
هذا الاستدلال معناه: تسليك وتبرير وتسويغ هذا الواقع مهما كان شأنه، أذكر