بالكتاب وبالسنة ولم يكن داعية إلى الكتاب وإلى السنة على منهج السلف الصالح، وقد قلت آنفاً: إنه لا يوجد فرقة أو طائفة على وجه الأرض من تنكر التمسك بالكتاب والسنة، بل كل طائفة مهما كانت عالقة في الضلال كالشيعة والخوارج مثلاً هم يقولون: نحن على الكتاب والسنة فضلاً عن حسن البنا وسيد قطب ومن سار وراءهما، فهم أيضاً يدعون التمسك بالكتاب والسنة، ولكن إلى اليوم مع الأسف الشديد كحزب معروف بحزب الإخوان المسلمين لا يعلنونها صريحة أنهم يتمسكون بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، وإنما هم يكتفون بالدعوة إلى الإسلام كتاباً وسنة دعوة عامة، ولذلك فنحن قد عرفنا بالتجربة أن الإخوان المسلمين يسلكون الآن مسلك حسن البنا في الدعوة إلى الإسلام ولو كان مقرونة بالكتاب والسنة، لكن دعوتهم عامة ليس فيها تفصيل حتى فيما يتعلق بالعقيدة، فهم لا يعلنون التمسك بعقيدة السلف الصالح تفصيلاً، قد يقولونها كلمة مجملة، لكن الذي نراه واقعاً في كثير من البلاد التي ينتشر فيها حزب الإخوان المسلمين أنهم يقنعون من التمسك بالإسلام كل حسب مذهبه ومشربه، فالإخوان يجمعون بين السلفية والخلفية، أي: بين من قد ينتمي إلى السلف، وبين من ينتمي إلى الخلف، بل وقد يجمعون ويضمون إلى صفوفهم من قد يكون شيعي المذهب، وأنا أعرف بتجربتي الخاصة أن الإخوان المسلمين بكون دعوتهم دعوة عامة ليست مفصلة وليست على منهج السلف الصالح، تجد الإخوان المسلمين في بلد غير الإخوان المسلمين في بلد آخر، هم مسلمون إخوانيون، لكن فقههم وعقيدتهم مختلفة جداً، فأنا أعرف مثلاً على سبيل المثال أضرب مثلاً
حساساً ودقيقاً جداً ألا وهو كتاب السيد سابق فقه السنة، هذا الكتاب في الحقيقة أنا أنصح به الشباب المسلم الذي لم يسبق له أن يدرس الفقه المتبع على مذهب من المذاهب الأربعة، كما هو شأن الشباب أكثر