للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشباب اليوم، لا يدرسون الفقه؛ لأنهم يدرسون الدراسة النظامية التي لا تدرس من الفقه إلا الشيء القليل والقليل جداً، أنصح هؤلاء الشباب إذا أرادوا أن يتفقهوا أن يتفقهوا بكتاب فقه السنة للسيد سابق؛ لأنه في الواقع قد فتح باباً للمذهبيين الجامدين الذين لا يعرفون الإسلام إلا في حدود مذهبهم الذي درسوه أو عاشوا عليه أو وجدوا عليه آباءهم وأجدادهم، فقد فتح لهم طريقاً للتمسك بما صح في السنة في المسائل الفقهية، أنصح الشباب بهذا الكتاب، وإن كان لي ملاحظات عليه فهذا أمر طبيعي، ولذلك كنت ألفت جزءاً سميته تمام المنة في التعليق على فقه السنة، غرضي من هذا الكتاب أن أقول: بأن هذا الكتاب في بعض السرايا في بعض البلاد الإسلامية يدرس على أنه كتاب قريب التناول والتفهم، وأنه لا يتعصب لمذهب من المذاهب المتبعة اليوم، وفي بلد آخر ينبذ نبذ النواة من طائفة من الإخوان المسلمين ومؤلفه هو من رؤوس الإخوان المسلمين ومن تلامذة حسن البنا رحمه الله تبارك وتعالى.

فإذاً: هم لا ينهجون منهجاً في تبني الإسلام كلياً، وإنما يدعون دعوة عامة من يلتفون حولهم، وعلى قاعدة بدت لي تتلخص بأن دعوتهم قائمة على: كتل ثم ثقف ثم بعد ذلك لا ثقافة؛ لأنهم يدعون الناس على حد التعبير في بعض البلاد الشامية: (كل مين على دينه الله يعينه)، وقد يلتقي مع هذا التعبير فقه منحرف قائم على حديث لا أصل له ألا وهو كما تعلمون: «اختلاف أمتي رحمة»، ولذلك بنوا على ذلك كلمة لا أصل لها وهي قولهم: من قلد عالماً لقي الله سالماً، ولذلك نجد مع الأسف الشديد بعض الرؤوس البارزة منهم والذين عندهم شيء من الفقه الذي يسمونه بالفقه المقارن، ولكن الفقه المقارن إذا لم يكن مقروناً بالترجيح بما يوافق الكتاب والسنة الصحيحة، كان الجمود المذهبي خير منه، نجد بعض هؤلاء الذين درسوا هذا الفقه المقارن، يأخذون من كل مذهب ما

<<  <  ج: ص:  >  >>