فتح الباري للشيخ أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله، فقد كفى وشفى في الرد على هذه الشبهة، لا شك أن هذا البعض المشار إليه قد وقف على كلام الحافظ ابن حجر ورده على ابن حزم، بل ووقف على كلام ابن تيمية وابن القيم وكثير من علماء الحديث الذين قطعوا بصحة هذا الحديث، فهو يشكك في دلالة هذا الحديث وفي ثبوته، فيقول: إنه من حيث الثبوت فيه شبهة القطع، ومن حيث الدلالة يقول: إن الحديث يحرم هذه المجموعة ولا يحرم المعازف لوحدها.
والبحث في هذه المسألة بخصوصها له مجال آخر، ولكني أردت أن أقول: إن الإخوان المسلمين مع أن دعوتهم أنفع للشباب إلى حد ما، ولكنهم لا يسلكون في دعوتهم مسلك الدعوة على منهج السلف الصالح، هكذا خطط لهم حسن البنا رحمه الله وغفر له.
وعلى ذلك جرى أيضاً السيد قطب، ولكني أعتقد بأن السيد قطب في آخر حياته وهو في سجنه قد بدا منه تحول كبير جداً إلى بعض الأصول السلفية، وإن كان في كتبه القديمة فيها كثير من الأخطاء العلمية سواء ما يتعلق منها ببعض العقائد أو ببعض الأحكام، ولكني أقول: في السجن قد ظهر منه أنه لا يدعو إلى مثل هذا التكتل وهذا التحزب الذي لا يقوم على ما نسميه نحن بالتصفية والتربية، وكلامه هذا مسجل في مقالته المعروفة: لماذا أعدموني، فأنا أنصح الإخوان المسلمين أن يقرؤوا هذا البحث من هذا الرجل الذي تبين له أن مخططهم الذي لا يزالون يمشون عليه لا يحقق ما يرمون إليه من إقامة الحكم بالإسلام أو تحقيق الدولة المسلمة؛ لأن ذلك يتطلب العلم النافع والعمل الصالح والعلم النافع لا يتحقق إلا بدراسته وعلى المنهج الذي قدمنا له آنفاً، ألا وهو الرجوع إلى الكتاب وإلى السنة وعلى منهج السلف الصالح رضي الله