وعدم تحكيم العلم الذي هو الكتاب والسنة لأنه هيك رأي الأمير.
مداخلة: اجتهاداً.
الشيخ: اجتهاداً أي نعم. وأنا جرى نقاش بيني وبينهم يعني: نقاشات كثيرة وكثيرة جداً، ومنها كان جمعنا علي السجن الحسكي في سوريا مع نحو خمسة عشر واحد منهم فضربت المثال الآتي.
مداخلة: أسجل هذا يا شيخنا؟
الشيخ: نعم. جاء واحد منهم متحمس جداً قلت له: ما رأيك في قوله عليه السلام: «كل مسكر خمر وكل خمر حرام»«ما أسكر كثيره فقليله حرام» قال: طبعاً هذا حديث صحيح وأنا مؤمن فيه.
قلت له: وما قولك ألا يوجد في بعض الأئمة أئمة المسلمين القدامى المجتهدين يقول: إن الخمر المحرم قليله هو المستنبط من العنب فقط، أما الخمور المستنبطة من أشياء أخرى، فما يحرم منها إلا ما يسكر، يعني: لو شرب كأسين ثلاثة قوارير وبقي محتفظ من شعوره هذا حلال، لكن آخر المصة الذي يمصها ويسكر هذه الحرام، قلت له: ما رأيك في علماء يقولوا ذلك؟ قال: أي نعم.
المقصود: قلت له: فلو ربنا ابتلى المسلمين بأمير حاكم ويتبنى هذا الرأي ماذا تفعل أنت؟ قال: أطيعه. يطيعه وهو يعتقد أنه هذا حرام لماذا؟ لأن الحزب قال له: إذا كان الأمير ما يعتقد أنه حرام فهو لا يأمرك بمعصية، فحوروا الحديث:«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» لا طاعة لمخلوق يأمر بمعصية وهو يرى أنها معصية، أما إذا كان هو لا يرى أنها معصية فعليك الطاعة، هذا كله نسب في الإسلام باسم الإسلام، وباسم إقامة دولة الإسلام والله المستعان.