الجواب يقولون: المصلحة الآن تقتضي ذلك، نقول: المصلحة لا تكون بمخالفة الشريعة وبخاصة إذا كانت تؤدي إلى تفريق المسلمين شيعاً وأحزابا: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون: ٥٣] وأنا أعرف بتجربتي بأن الذين يقومون بمثل هذه التكتلات وهذه التحزبات يقولون معترفين: بأن الخط العلمي الذي ينهجه السلفيون بلا شك هذا خط لا يمكن أحد يخالفهم لكن مدى طويل وطويل جداً متى يمكن أن تقوم الدولة المسلمة، ومتى يمكننا أن نقضي على الكفار الذين احتلوا أراضينا، ومتى يمكننا أن نقيم الدولة المسلمة في بلادنا حيث يحكم فينا القانون الأجنبي وهكذا ..
نحن نقول: لسنا مسئولين، أولاً: متى يكون ذلك؟ وثانياً: الأمور هذه لا يمكن أن تعامل معاملة الأمور الاقتصادية، أو مثلاً يضعوا سنين معينة حتى يرفعوا مستوى المعيشة أو نوع من العمل عندهم نظامي إلى مستوى محدود، هذه أمور غيبية لا يمكن تحديدها إطلاقاً، وإنما يجب نحن أن نمشي على الصراط المستقيم، فإن وصلنا فبفضل لله عز وجل وإن لم نصل فقد أعذرنا وبينا عذرنا والله عز وجل نرجو أن لا يؤاخذنا لأننا سرنا على الطريق المستقيم.
أما هذه الخطوط فأرجوا أن تلاحظوا معي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يشير إلى معنى دقيق جداً حينما مد خطاً طويلاً وقال:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا}[الأنعام: ١٥٣] ثم على جانبي هذا الخط الطويل خطوط قصيرة، لقد عنى ما سمعت بأذني هذه في دمشق منذ أكثر من عشر سنوات قال لي أحد الحزبيين: لا شك أن هذا الطريق الذي أنتم سالكوه هو طريق سليم لكن هذا روحه طويلة متى يمكنكم أن تصلوا .. متى يمكنكم أن تقيموا الدولة المسلمة إلى آخره؟ ! أما نحن سنقيمها، كيف تكون إقامتها؟ بالهتافات والتكتلات الحزبية ونحو ذلك ثم مضى على