للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير من هؤلاء سنين طويلة وعلى النظام العسكري السابق: مكانك راوح، هل استفادوا علماً صححوا به عقيدةً .. صححوا به سلوكاً .. صححوا به عبادةً؟ أبداً خمسين سنة ثلاثين سنة مكانك راوح، أما الذين سلكوا على الصراط المستقيم فهم ماشون ومشية السلحفاة التي يضرب بها المثل حينما تسابقت مع الأرنب - أين مذكورة هذه كليلة ودمنة وإلا أين يمكن هذه - وصلت السلحفاة قبل الأرنب لماذا؟ لأنها كانت دؤوبة تمشي الهوينة ولكنها وصلت بينما ذاك كان يلتهي بأمور أخرى، وبهذه المناسبة أنا أذكر بيتين للجاهلي الشاعر الذي يضرب به المثل امرئ القيس عندما يقول:

نحن أولى والله نأخذ الحكمة من هذا الجاهلي، مع أن نحن مسلمين وذاك كافر، قال:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقين بقيصر

فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذر

هذا رجل جاهلي كان يريد أن يصل إلى أن يصير ملك العرب، فقال له: لا تحزن نحن ماشين في الطريق فإما أن نصل إلى الملك وإما أن نموت ونعذر، والله نحن الذي نقول سبيلنا، نمشي في طريق لله عز وجل فإن استطعنا أن نقيم الدولة المسلمة أو قبل ذلك المجتمع الإسلامي، لا تتصوروا أنه يمكن إقامة حكم إسلامي في مجتمع غير إسلامي يجب قبل كل شيء إيجاد المجتمع الإسلامي؛ لأن هذا الذي يتقبل الحاكم المسلم أما المجتمع الإسلامي لا يتقبل الحاكم المسلم؛ لأنه ستقوم عليه ثورات ومعاداة كثيرة وكثيرة جداً،

وهكذا العالم العربي اليوم يعني مع الأسف مشهور ومعروف مع أنه ليس هناك من قام بالنظام الإسلامي أما لو قام بنظام إسلامي ليس دولة واحدة ستقوم

<<  <  ج: ص:  >  >>