للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرحنا أن المقصود بالتصفية: هو أن يتوجه أهل العلم إلى أن يفهموا الإسلام من مصدريه الصافيين، وعلى منهج السلف الصالح، ثم أن ينشروا هذا العلم الصحيح بين الأمة المسلمة، هذا هو النقطة أو الركيزة الأولى للدعوة السلفية: أن يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا من كل جوانبه بناءً على المنهج المذكور آنفًا: على كتاب الله وحديث رسول الله ومنهج السلف الصالح.

وقلنا: إن هذه المهمة لا يستطيع أن ينهض بها فرد ولا عشرة وإنما ينبغي أن يقوم بها الألوف المؤلفة من علماء المسلمين في أقطاب أرض الإسلام كلها، ثم ينبغي أن يقترن مع هذا التعليم والنشر لهذا المفهوم الصحيح للإسلام .. أن يقترن معه تربية المسلمين على هذا الإسلام الصحيح.

هذا هو المنهج، وليس مجرد ادعاء، وأن يكون الداعي أو الداعية بعيدًا عن الفهم الصحيح على هذا المنهاج، ثم هو ينادي ويصيح أن دعوته قائمة على الكتاب وعلى السنة، ثم لا شيء أكثر من مجرد هذه الدعوى.

ونحن نعرف بالتجربة من كثير من الجماعات الإسلامية، ولسنا بحاجة إلى أن نسمي بعضها؛ لأن الغاية إنما هو التذكير والذكرى تنفع المؤمنين: نعرف بعض الجماعات الإسلامية التي لها عناية أو شبه عناية بما نقول نحن في الشرط الثاني الذي ينبغي أن يقوم به الدعاة إلى الإسلام ألا وهو: التربية، أو ما يسمى بالسلوك في بعض الاصطلاحات، إن بعض هؤلاء الجماعات كنا نراهم يجتمعون كل ليل جمعة ليحيوها بالصلاة والعبادة وقيام الليل، ولا بأس من قيام، ولكن يشترط في ذلك إذا ما استندنا على المنهج الصحيح لفهم الإسلام، يشترط ألا يكون قيام الليل جماعيًا، أي: على التداعي كما كان يفعل هؤلاء يتداعون في كل أسبوع أن يجتمعوا ليلة الجمعة ليحيوا الليل، ثم كانوا بسبب بعدهم عن دراسة الإسلام من

<<  <  ج: ص:  >  >>