للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدريه كما ذكرنا كانوا في غفلة تامة عن قوله عليه الصلاة والسلام: «لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام ولا نهارها بصيام» فهم إذًا باسم إصلاح النفوس وتحسين السلوك كانوا يجمعون بعض سراياهم لإحياء هذه الليلة التي نهى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عن إحيائها، فكيف يمكن إذًا أن تقوم قائمة الإسلام بمثل هذا المفهوم الخاطئ بالسنة، بل بالعبادة التي جاء بها الإسلام.

لذلك فلا بد من أن يقوم كل الدعاة الإسلاميين كل بحسبهم .. أنا لا أدعي أن على كل جماعة إسلامية أن تعمل عملًا واحدًا، أي: أن يكون كل جماعة يكونوا فقهاء، أو أن يكونوا محدثين، أو أن يكونوا مفسرين، ولكن لا بد لكل هذه الجماعة أن يكونوا جميعًا متفقين على منهج واحد لا يختلفون في المنهج وإن كانوا يختلفون في الاختصاصات لكن تجمعهم دائرة الإسلام على المفهوم السلفي الصحيح، فإذا كانوا يريدون حقًا أن تكون كلمة المسلمين واحدةً، وأن تكون جماعتهم جماعة واحدة، وألا يُفَرِّقوا جماعة المسلمين فعليهم أن يكونوا جميعاً على منهج واحد، ثم من كان يستطيع منهم أن يحقق هذا المنهج علمًا فعليهم أن يتبنوا هذا العلم، وهذا لا يعني أن يتبعوا شخصًا أو أشخاص وإنما الأمر كما قلنا آنفًا: ينبغي أن يقوم به الألوف من علماء المسلمين لكن على منهج واحد.

ولذلك كنا في بعض المؤتمرات التي دعت المؤتمرين إلى أن ينطلقوا في دعوتهم المسلمين إلى دينهم على الكتاب والسنة اقترحنا مع بعض إخواننا أن يضم إلى هذه الدعوة، أي: أن تكون دعوة الدعاة قائمة على الكتاب والسنة، فاقترحنا أن يضم إلى ذلك: وعلى منهج السلف الصالح، فنحن نرى أن كثيرًا من الدعاة أولًا: لا يهتمون فكرياً بمثل هذا الشرط وهو: أن يكون فهم الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>