للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسنة على منهج السلف الصالح، لا يهتمون فكريًا وبصورة طبيعية ولازم هذا عدم الاهتمام ألا يهتموا بهذا في ذوات نفوسهم، وبعضهم قد يقول بلسانه: بأن هذا النهج هو الصحيح ولكن لا يحققه، لماذا؟ لأنه لا يستفيد من جهود المتخصصين في الدعوة إلى الإسلام على ضوء الكتاب والسنة، فإذًا: بعض الجماعات حينما تريد أن تعمل للإسلام فإذا كان عملهم ليس على هذا المنهج فسوف لا يثمر عملهم ما يبتغونه من إقامة دولة الإسلام على وجه الأرض.

فنحن إذًا: ندعو كل الجماعات الإسلامية أن يكونوا على كلمة سواء، وهذه الكلمة لا تكون إلا على هذا المنهج بدليل: أنه لا يستطيع أحد أتي ذرة من علم أن يأتي بمنهج آخر يخالف هذا المنهاج القائم على كتاب الله وعلى حديث رسول الله وعلى منهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم.

ومما لا شك فيه ولا ريب فيه أن إقامة دولة الإسلام التي هي مبتغى كل الجماعات الإسلامية، لا شك في ذلك خلافًا لما قد يقول البعض عن السلفيين بأنهم لا يهتمون بإقامة دولة الإسلام نعرفها من قديم الزمان، لكن الحقيقة أن العمل لإقامة الدولة الإسلامية هي بغية كل مسلم، لكن الأساليب تختلف، فنحن نقول: أن أي أسلوب لأية جماعة تقوم على أساس العمل بالإسلام هذا الذي ورثناه، وفيه فيما يتعلق بالعقائد ما يخالف الكتاب والسنة ويخالف منهج السلف الصالح، وفيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وفيه من الأحكام الشرعية ما تخالف الكتاب والسنة، وفيه من الحض على الزهد والانحراف عن السعي في الأرض ما يخالف أيضًا الكتاب والسنة، هذا السلوك الذي يسلكه بعض الجماعات دون الاهتمام بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه سوف لا يثمر البغية التي أنشدها أو تنشدها كل الجماعات الإسلامية، وإنما ستقوم هذه الدولة

<<  <  ج: ص:  >  >>