للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام في قلبه، وماذا يهمه هو إذا لم تقم دولة الإسلام على الأرض إذا أقامها في قلبه؟ ولكن العكس تمامًا: قامت دولة الإسلام، لكن دولة الإسلام في قلبه لم تقم، ما الفائدة من ذلك؟

فجماعة التبليغ كما تعلمون ... بحاجة تفصيل القول: لا يدرسون التوحيد .. لا يدرسون الحديث والسنة، كل منهم مثل الإخوان المسلمين كما يقولوا عندنا في بلاد الشام: كل من على دينه الله يعنيه! يعني: هذا حنفي .. هذا حنبلي .. هذا مالكي .. هذا شافعي .. هذا صوفي .. هذا سلفي، كل هذا ما في اختلاف بينهم؛ لأنه ليس لهم هدف اتباع قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: ٥٩] هذا الأمر ممكن جماعة التبليغ لا يسعون إليه، إلى ماذا يسعى جماعة التبليغ؟ إلى شيء سهل سمح، أشبه ما تكون .. وعفوًا لا ... بهذا الكلام! دعوة النصارى .. الرهبانية .. التقدم في الأخلاق الحسنة .. لا تزني .. لا تسرق .. لا تكذب .. لا تستغل، إلى آخره، أما العقيدة فلو كان الصراع بين ... فلا بأس من ذلك، هذا ليست من الإسلام.

تركنا جماعة التبليغ جانبًا أخذنا مثلًا الإخوان المسلمين: مضى عليهم نحو نصف قرن من الزمان وهم لم يتقدموا لا إلى الإسلام الذي ينشدونه أن يكون حكمًا في الأرض، ولا إلى الإسلام الذي أمرهم رئيسهم الأول بقوله: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم، لا هذا أقاموا ولا ذاك، ولن يستطيعوا إلا إذا ساروا على الدرب.

جاء أخونا عبد الرحمن فأراد أن يوفق، أن يجعل سلفية إخوانية وهذا مستحيل، لا يمكن الجمع بين صفين أبدًا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>