للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما يوجد بعضها كذلك.

مداخلة: يعني الأمر بالاعتزال هو اعتزال فئة خاصة من الفرق التي تقدم ذكرها في الحديث.

الشيخ: لا المقصود فيها الفرق كلها، وليس فرقة معينة، الفرق كلها ما دام ليس هناك إمام يجمعها وأنت في اعتقادي لا تشك أننا لو فرضنا أن هناك فرقاً ضالة كلها لا تكون ضلالها في نسبة واحدة، أليس كذلك؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: طيب فكذلك أيضاً ليس من الضروري أن نفهم أن كل فرقة هو بنسبة تلك الضلالة التي أنت تلمح إليها مما جاء ذكره في الحديث، لكن يكفي أنها ليس عليها إمام، وحينئذ لا يجوز التعصب لجماعة من هذه الجماعات وإنما يعمل الإنسان متعاوناً كما قال تعالى: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩] فلسنا دعاة للتكاسل ولترك العمل ولا للتحزب وللتكتل وزيادة الفرقة بين المسلمين، وإنما الصواب بين هؤلاء وهؤلاء، ونحن نرى ولعلك ترى أنت في كثير مما سمعت من التسهيلات أن هذه التكتلات وهذه التحزبات لو كانت جائزة في الإسلام فهي سابقة لأوانها؛ لأنها لم تقم على العلم الصحيح والمنتشر بين أفراد كثيرة من هذه الجماعة المتكاثرة، فنحن لأمر ما نقول وعلى منهج السلف الصالح فنحن نعني أنه يجب على الدعاة الإسلاميين أن يسعوا حثيثاً لاستئناف الحياة الإسلامية، وذلك لا يكون إلا بنشر العلم الصحيح، وذلك لا يتحقق في اعتقادي إلا إذا كما يقولون التاريخ يعيد نفسه، نقرأ في تراجم كثير من الأئمة أن الإمام الفلاني كان إذا جلس يدرس كان في درسه حوله كذا متعمم، يعني من أهل العلم الذين قد يساوونه وقد يقاربونه في العلم مع ذلك يجلسون عنده لكي

<<  <  ج: ص:  >  >>