فرض الله عليه من خمس صلوات في كل يوم وليلة، فقال له: هل علي غير ذلك؟ قال عليه السلام:«لا، إلا أن تطوع» فقلت لو كان بيدي من الأمر شيء لوضعت كلمة التطوع بديل السنة؛ لأن السنة .. وهناك محاضرة طويلة السنة في لغة الشريعة أوسع من السنة في لغة الفقهاء، السنة في لغة الفقهاء ما دون الفرض، أما السنة في لغة الرسول عليه السلام تشمل الشريعة كلها.
ولذلك يخطئ بعض الحنفيين المتأخرين حينما يروون حديثاً لا أصل له والحمد لله في السنة الصحيحة:«من ترك سنتي لم تنله شفاعتي» هذا الحديث لا أصل له، وهم مع أنه لا أصل له يريدونه في الحض على التمسك بالسنن الرواتب التي هي زيادة على الفرائض، لو كان هذا الحديث صحيحاً لكان هو كالحديث الصحيح:«فمن رغب عن سنتي فليس مني» والحديث قاله بمناسبة جواب الرسول عن أولئك الرهط معروف قصتهم في صحيح البخاري ومسلم، فالشاهد:«فمن رغب عن سنتي» أي: عن منهجي وطريقتي العامة التي تشمل الشريعة كلها، لكن لا مشاحة في الاصطلاح ما دام اصطلحوا على تسمية السنة ما كان ليس بفريضة ولا يريدون بذلك معارضة السنة في لغة الرسول عليه السلام فلا بأس من ذلك.