مداخلة: ولكن كما تعلم منذ القرن الرابع الهجري يوم أن بدأت الفتن والمضلات وافترقت الأمة على غير هدي من هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، فكان سبب ذلك هو التناحر على الدنيا والوصول إلى ما يبتغون من حطامها، حتى أننا أصبحنا نرى في هذا الزمان ما يقال عنهم بأنهم علماء ولكننا لا نقول بذلك أنهم يتزلفون ويقفون على أبواب السلاطين، وكما تعلم لا نريد أن نبين أحوالاً أخرى؛ لأننا لسنا ... في هذا المجال ... للناس وربما يكونوا خيراً منا عند الله سبحانه وتعالى.
في ما يقرأ الإنسان من كتب وربما يكون لك نصيب فيها في هذه المكتبة أننا لا نريد أن نفترق كما تفترق اليهود والنصارى وتختلف، بل نحن نريد الطريق الوحيد والأوحد الذي سلكه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
فنحن نريد أن نبدأ من حيث بدأ الحبيب عليه الصلاة والسلام، نبدأ على أول خطوة توصلنا إلى مرضاة الله في النهاية إن شاء الله، وهذه لها طريق واحدة بينها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الذي يرويه أبو ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه كما تعلم يا سيدي، أنه قال.
الشيخ: نعم.
مداخلة: ما مات رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا وأخبركم عن كل شيء، ما من طائر يطير بجناحيه في جو السماء إلا أنبأكم من أخباره، أو راع يتخبط بمخبطته أو يضرب بمخبطته في شعاف الجبال ليطعم غنمه إلا نبأنا من أخباره عليه الصلاة والسلام.