للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: تسمح؟

مداخلة: تفضل.

الشيخ: ذكرت لك في أول هذه الجلسة المباركة إن شاء الله: أن السؤال حول الدعوة ليست حول الأسلوب، لأن الأسلوب متفق عليه بين جميع المسلمين أنه يجب أن يكون كما قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: ١٢٥].

وأنا أذكر لإخواني بمناسبات كثيرة ومن قريب ذكرت ذلك حديث للبخاري ومسلم من حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: «أن رجلاً من اليهود دخل على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قائلاً: السام عليك يا محمد، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليك». السيدة عائشة وراء الحجاب صاحت بأعلى صوتها وتكاد تنشق شقتين، قالت: وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير. جلس الرجل اليهود ما جلس ولما خرج قال عليه الصلاة والسلام: «ما هذا يا عائشة؟ قالت: يا رسول الله! ألم تسمع ما قال؟ قال لها: ألم تسمعي ما قلت؟ رددت عليه ما قال وانتهى الأمر. يا عائشة! ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه».

فأنا الذي أريد أن ألفت نظرك هو أمران اثنان، وهذا من أجل التناصح الذي نحن الآن في صدده:

الأمر الأول: أنك تعلم جيداً كما أن الناس يتفاوتون في العلم فهناك جاهل مستمع وهناك طالب علم وهناك عالم، كذلك هم يتفاوتون في الأخلاق، وما كمل في خلقه سوى محمد عليه الصلاة والسلام، فقد ترى عالماً فاق الدنيا علماً لكنه ضيق الخلق، ولذلك جاءت الأحاديث بالأناة والصبر والإعراض عن

<<  <  ج: ص:  >  >>