للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعوة الكتاب والسنة لكن لا تستطيع تطبيقها فقد أكون أنا هذا الرجل أيضاً، ولذلك لا تتكلم راجياً غير آمر لك لا تتكلم عن الأسلوب، نحن نتكلم عن الغاية الآن، غايتي ألا أعبد إلا الله ولا أتبع إلا رجلاً واحداً في الدنيا هو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

رأيتك آنفاً بدأت تدخل في متاهات، في أمور أنا مستعد للدخول فيها وذلك أحب إلي من الفرار عنها، لكن ليس هذا الآن مجالها، مجالها كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان على الميزان: ألا نعبد إلا الله ولا نتبع إلا رسول الله، فإذا أنت كنت معنا بأسلوبك وبقدرتك واستطاعتك إخواننا عايشون معك هاهنا وأنا بعيد عنهم فأنت تقوم بهذا الواجب كما أقوم أنا بهذا الواجب، أنا أقوم بالواجبين: أنصحهم بأن يتمسكوا بالكتاب والسنة في حدود ما نعلم. {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: ٧٦] وأنصحهم أن يحسنوا أسلوبهم.

فإذاً أنا معك وأنت معي كما قيل: وافق شن طبقة، وافقه فعانقه. إذاً: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: ٦٤].

إذاً هذه بارك الله فيك يا أبا أسامة كلمة سواء، التقينا على صحة الدعوة وعلى وجوب تحسين أسلوب الدعوة، لذلك نحن نقول: سنشد عضدك بأخيك، هؤلاء أعوان لك على هذه الدعوة وأنت عون لهم على هذه الدعوة بعلمك في حدود ما تعلم، بعلمهم في حدود ما يعلمون، وكلكم يجب أن يحسن أسلوبه، وفي ذلك خير لهذا المجتمع الذي يعني كما وصفت الآن الإسلام في غربة، وكما قيل: وكل غريب للغريب نسيم.

فإذاً نحن الغرباء علينا أن نتعاون غاية وأسلوباً، والآن حتى ما يصير عليك

<<  <  ج: ص:  >  >>