وبخاصة أن بعض الأحزاب الإسلامية دخلوا في هذه التجربة منذ سنين عديدة ثم ما أفلحوا ولا أنجحوا بل رجعوا القهقرى وكثير منهم يعني أدبر على عقبيه وصار كأنه غريب عن الإسلام من حيث أفكاره ومن حيث أعماله، ومن رأى العبرة بغيره فليعتبر.
فإذا كنا وجدنا هناك بعض الجماعات الإسلامية وهي أعرق في القدم وأكثر في العدد وفي الاستعداد العملي السياسي ما نجحوا في ذلك أيما نجاح بل بدا لهم أنهم قد ضيعوا على أنفسهم فوائد كثيرة من حيث التعرف على جوانب عديدة من الشريعة الإسلامية كانوا غافلين عنها بسبب اشتغالهم بما يسمى بالعمل السياسي أو الاجتماعي أو نحو ذلك.
لهذا نقول: إن العمل السياسي هو خطوة يجب أن يسبقها خطوات يأتي من بعدها العمل السياسي، وأنا لا أعتقد أن انصراف جماعة لهم دعوة ولهم أثر في بعض البلاد الإسلامية يذكر من حيث تصحيح المفاهيم وتصحيح الأذكار أن تنصرف هذه الجماعة إلى العمل السياسي وبخاصة أن هذا العمل السياسي محاط بقانون وبنظام ليس قائماً على كتاب الله ولا على حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بل ولا على مذهب من المذاهب الإسلامية المتبعة.
لأن الأمر كما نقول دائماً: حنانيك بعض الشر أهون من بعض.
فالدولة العثمانية مثلاً كانت دولة تحكم بالمذهب الحنفي، وفي المذهب