ديناً، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. هذا هو القسم الأول.
فلا أستطيع ولا غيري يستطيع سواء كان أعلى منا علماً وفهماً أو دوننا، لا يستطيع أحد يفهم هذه الحقيقة الشرعية التي ذكرتها آنفاً لا يستطيع أحد أن يتصور؛ لأن السلف فاتتهم جزئية واحدة من هذه العبادات التي تشملها هذه الآية الكريمة وغيرها من نصوص شرعية معروفة.
أما القسم الثاني: فهو الذي نتصور أنه خاضع للظروف وللملابسات، فيجد المسلم هناك نصاً عاماً يساعده على العمل به فنقول: إنه يجوز. ومن هذا القبيل المثال الذي ذكرته، لكن الحقيقة أن هذا المثال وقد ضربت استدللت له بالآية فالآية تحتاج الحقيقة إلى دراسة، إلى ما قاله علماء التفسير في قوله تعالى:{لِتَعَارَفُوا}[الحجرات: ١٣] أي: هل من هذا التعارف ذلك المثال الذي أنت مثلت به. أما أنا شخصياً فأقول: ليس الفقيه بحاجة إلى مثل هذا الاستدلال إذا كان النص القرآني بعد فهمه على ضوء علماء التفسير وما قالوه فيه لسنا بحاجة إلى أن ننزع إلى مثل هذا النص أو أن نستدل به، لأن المبادئ العامة في الشريعة والتي منها اتخذت القاعدة المعروفة عند العلماء بالمصالح المرسلة تفسح لنا مجالاً واسعاً لتسليك مثل هذه الجزئية بالشرط السابق ذكره ألا يتخذ ذلك سنة مستمرة. هذا جوابي على ما قلت وفيك بارك.
مداخلة: لو ذهبت أنا لزيارة أحد الإخوة ووجدت عنده أخوين أو ثلاثة أو أكثر وطلبت أن أتعارف منهم هل أعتبر أنا مبتدعاً؟