للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العلم مفترق طريق، إما أن يختار لنفسه طريق طلب العلم، والبحث والاستقراء، والتنقيب والتفتيش، وخدمة تراث أمتنا وأئمتنا، والانتصار لأهل الحديث والأثر، والذب عن السنة وحياضها ..

وإما أن ينخرط في حزبيات بغيضة وولاءات ضيقة، أو ينشغل بتتبع عورات الناس والانتقاص من أهل العلم والفضل، أو يتسكع على مقاهي التبديع، أو أن يضيع عمره على مواقع السب والتجريح ..

ناهيك عن سعة صدره لتقبل خلاف طلابه له بل وتشجيعهم على ذلك، فكم خالفناه - ونخالفه- وإن كنَّا لا نضاهيه علمًا وقدرًا وخبرةً وتجربةً، فيتقبل منا ذلك بصدره الرَّحب، وكم من مجالس يعقدها لمناقشة طلابه في بعض المسائل لينهي المجلس بقوله: هذا رأيكم وهذا رأيي، أو هذا ما ظهر لي لكن لعلي أعيد النظر في المسألة، في صورة مُشرقة لسعة الدعوة السلفية ومرونتها، فأين هذا من طريقة أولئك الذين نَصَّبوا أنفسَهم أوصياء علينا وعلى دعوتنا، ولسان حالهم مع مريديهم: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.

فأسأل الله أن يجزيه خير الجزاء، وأن يطيل في عمره ويبارك في عمله وعلمه ودعوته، وأن يحفظه من بين يديه ومن خلفه، وأن يحسن خاتمته ويجمعنا به في جناته.

وكتب

د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان

في صنعاء اليمن حرسها الله

في ليلة الاثنين ١٧ من ذي الحجة ١٤٣٢ هـ

الموافق ١٣ نوفمبر ٢٠١١

<<  <  ج: ص:  >  >>