النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: ١ - ٦] أنكروا الجنة وقالوا: الجنة هنا: هم البشر، والناس: هو بيان لكلمة الجن وهم البشر، هذا هو التعطيل الذي كان علماؤنا من السلف يتوجهون بالإنكار على الفرق القديمة الذين كانوا يتأولون الآيات كتأول هذه الفرقة الحديثة، ولذلك سموا بالمعطلة؛ لأنهم يعطلون النصوص الشرعية.
فإذًا: العصمة من أن يكون المسلم وبخاصة في آخر الزمان فرقة من اثنين وسبعين فرقة، والحجة في أن يكون ... هو ما سبق بيانه على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، لذلك يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ..
ما قال فقط: العلم قال الله قال رسوله، بل قال في الثالثة: قال الصحابة، من أين أخذ؟ من الأدلة السابقة:
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم ذكر الخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذرًا من التعطيل والتشبيه
فإذا تذكرتم هذه النصوص من الكتاب والسنة كنتم حريصين معنا كل الحرص على ألا نستقل في فهم الكتاب والسنة، ولا ننفرد في ذلك فنخالف ما كان عليه السلف الصالح؛ لذلك اشتهر عن العلماء أنهم كانوا يقولون:
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف