الشيخ: أحسنت، وجزاك الله خير، وأظنك أشرت في مطلع كلامك إلى الحديث المشهور وهو قولهُ صلى الله عليه آلهِ وسلم الذي تجلى بأقوى مظاهرهِ في فتنة الخليج ألا وهو قولهُ - صلى الله عليه وآله وسلم - يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتها قالوا أو من قلةٍ يومئذٍ نحن يا رسول الله، قال: لا، بل انتم يومئذٍ كثير ولكنهم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا وما الوهن يا رسول الله، قال: حب الدنيا وكراهية الموت، الواقع أن هذا الحديث كما قلت في مطلع كلمتي تجلى في هذه الحرب الخليجية، حيثُ اتفقت الكفار كلهم ضد دولةٍ شعبها مسلمٌ، وإن كانت حكومتها تحكمُ بغير ما انزل الله، لذلك صار الكثير من الشباب المسلم الواعي لهذا التجمع والتحالف الكافر الذي تظاهر بالدفاع عن شعبٍ مسلم ألا وهو شعب الكويت في طريقِ محاربةِ للشعب العراقي، فإذا بالنتيجة تنعكسُ على الشعبينِ كليهما معاً فيصبحُ الشعبان محتلين من قبل الذي كان يحملُ راية الدعوة إلى الانتصار للمظلوم ألا وهو الشعب الكويتي، عرف كثيرٌ من الباحثين الناقدينَ الياقظينَ من المسلمينَ من شبابهم وكهولهم، أن هذه فتنة عمياء صماء بكماء، فتنبهوا لشيءٍ سموهُ بفقه الواقع، أنا لا أخالف بضرورةِ هذا العلم الذي ابتدعوا له هذا الاسم ألا وهو فقه الواقع، لأن الحقيقة أن كثيراً من العلماء قد نصوا أن العلماء الذين ينبغي أن يتولوا توجيه الأمة وأن يضعوا لهم الأجوبة لحل مشاكلهم لا بد أن يكونوا عالمين وعارفين