يعملون بها ويهملونها، فلذلك حينما ينبه المسلمون إلى هاتين القضيتين القضية الأولى: أن يعنى العلماء العارفون بأحكام الشريعة في الإسلام الصحيح، إن يعنى هؤلاء إلى دعوة المسلمين إلى هذا الإسلام الصحيح وتفهيمهم إياه، ثم تربيتهم على هذا الإسلام الصحيح، هذا هو الحل الذي جاءت به النصوص في الكتاب والسنة، فحينما يقرأ هؤلاء المسلمون جميعاً قول الله عز وجل {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}[محمد: ٧] فمن المتفق عليه دون خلافٍ والحمد له بين المسلمين أن معنى إن تنصروا الله أي إن عملتم بما أمركم به نصركم الله على أعدائكم وكذلك نصوص آخري وأخر كثيرة معروفة بالكتاب والسنة، لكن من أهمها ما جاء في الحديث الذي يناسبُ تماماً واقعنا، حيث إن هذا الحديث وصف فيه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الداء والمرض الذي سيصيبُ المسلمينَ لما يأتي من بعدهِ عليهِ السلام من زمان، وقرن مع هذا الوصف الداء وصف لهم العلاج في ذاك الحديث المعروف ألا وهو قولهُ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً
لا ينزعهُ عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم»، فإذاً ليس مرض المسلمين اليوم هو جهلهم بعلمٍ ما، أقول هذا معترفين إن كل علمٍ ينفع المسلمين فهو واجب، ولكن ليس سبب هذا الذل الذي حل بالمسلمين هو أنهم جهلوا هذا الفقه المسمى اليوم بفقه الواقع، وإنما العلة كما جاء في هذا الحديث الصحيح إن يهملوا العمل بما علموا من الدينِ فيقول إن هذا هو المرض إذا تبايعتم بالعينة وهذه العينة نوع من المعاملات