للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الربوية، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع كناية عن الاهتمام بأمور الدنيا والركون إليها وعدم الاهتمام بالشريعة، ومن ذلك قولهُ عليه السلام في تمام الحديث وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعهُ عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم، وفي قولهِ عليه السلام حتى ترجعوا إلى دينكم إشارة صريحة إلى أن الدين الذي يجب الرجوع إليه هو الذي ذكرهُ الله عز وجل في أكثر من آيةٍ كريمة: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: ١٩]، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: ٣].

وهؤلاء الدعاة الذين يدندنون اليوم حول فقه الواقع ويرفعون من شأنه وهذا جقٌ لكنهم يغالونَ فيهِ، حيث يفهمون ربما بدون قصد أنه يجبُ ليس فقط على كل عالم بل على كل طالب علمٍ أن يكون عارفاً بهذا الفقه، هؤلاء يعرفون جيداً أن هذا الدين الذي ارتضاهُ ربنا عز وجل لأمة الإسلام قد تغيرت مفاهيمهُ منذ قديم الزمان حتى ما يتعلق بالعقيدة، فتجد ناساً كثيرين وكثيرين جداً يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقوم بسائر الأركان بل وقد يتعبدون بنوافل من العبادات كقيام الليل، والصدقات بالأموال الطائلة و، وإلى آخرهِ، لكنهم انحرفوا عن فهم مثل قولهِ تعالي {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: ١٩] هؤلاء الدعاة فيما نعلم يشاركوننا في معرفتهم بسوء الواقع اليوم بين المسلمين جذرياً ألا وهو بعدهم عن الفهم الصحيح للإسلام فيما يجبُ على كل فردٍ وليس فيما يجبُ على بعضُ الأفراد العقيدة، تصحيح العقيدة، تصحيح العبادة، تصحيح السلوك، أين هذه الأمة التي قامت بهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>