للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا عليه بعد ذلك وصل أم لم يصل، ونذكر الحديث الصحيح في صحيح مسلم وربما يكون أيضاً في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «عرضت علي الأمم، فرأيت سواداً كبيراً أو عظيماً في الأفق، فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء قوم موسى، ثم نظر في الجانب الآخر من الأفق فوجد أمته قال: ما هذا؟ قال: هذه أمتك. قال: ثم عرض علي النبي ومعه الرهط والرهطان، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد» نحن نذكر هذا رداً على الإخوان المسلمين الذين يتفاخرون بكثرة عددهم ويمتنون علينا بأننا عددنا قليل، ويستلزمون من ذلك أن دعوتهم ليست مستقيمة؛ لأنها لو كانت سليمة لكان أتباعكم كثير، نقول سبحان الله، نحن لا نبرئ أنفسنا من أن نكون مخطئين أو مقصرين، لكن استدلالكم على خطأ دعوتنا لقلة أتباعنا، هذا يعود بالرد على أولئك الأنبياء الذين تحدث عنهم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى رأى النبي وليس معه أحد.

إذاً: فيجب أن تنظر إلى الدعوة وليس إلى الأتباع كثرة وقلة، وأذكر أنا بهذه المناسبة أيضاً، وأقول: من العجيب أن الجاهلي العربي وهو مشرك لكنه كان ذكياً لما يقول في قصيدته:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن بأنا لاحقين بقيصرا

فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا

يا جماعة المسلم أولى أن يكون عنده هذا المنطق، نحاول أن نصل إلى الهدف المنشود وهو إقامة حكم الله في الأرض، فإن وصلنا فالحمد لله فذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>