شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم:«اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم» أن مثل هذا العموم لا يمكن تخصيصه لكثرة ما كان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يكرره على مسامع الصحابة في كل مناسبة خاصة في خطبة الحاجة التي كان يفتتح بها خطبه، فيقول في هذه الخطبة:«وكل بدعة ضلالة» هذا الذي يكرر بهذه الصيغة العامة لا يمكن أن يدخلها تخصيص وهو لا يذكر المخصص مع كثرة التكرار، لكن مع ذلك وجد في علماء المسلمين من قالوا: هذا عام مخصوص، وجاءوا بالدليل المخصص:«من سن في الإسلام سنة حسنة .. » إلى آخره.
فهم وإن أخطؤوا في هذه الدعوى، لكن لا يمكن أن أتصور إلا أنهم يعتقدون في قرارة نفوسهم أن مثل هذه الكلية يمكن أن يدخلها تخصيص، ولذلك فالسؤال عن الجواب السابق أن هذا النبي ليس له أتباع، وذلك له بعض الأتباع لكن ربما ليس له حواريين، هذا نادر، فيكون مثل هذا الحديث مخصصاً لذاك الحديث، وأنا أقول هذا كتفقه، لكن الحقيقة أن منهجنا يجب أن نتذكر الحديث الذي ابتدأت السؤال عنه بأني لا أذكر الآن لكثرة الأحاديث التي تدور في مخيلتي، فهل أنت أو الأخ وليد أو أحد من الحاضرين يذكرون مصدر الحديث؟