للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» فقال هي سنة سنها عثمان بن عفان وهو من الخلفاء، فتكون هي كسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فما رأيك بهذا الاستدلال، أو طريقة الاستدلال هذه، استدل على أنها سنة بالحديث هذا: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي»، ويستدل على ذلك بكثير من الأفعال التي يفعلها الخلفاء الراشدين، ويقول هي سنة ما دام أن هذا الحديث ثابت.

الشيخ: نحن جوابنا عن هذه الشبهة معروف.

أولاً: هم يفهمون هذا الحديث خطأً؛ لأنه ليس معنى الحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين، أي: وسنة أحد الخلفاء الراشدين، لا، ليس هذا هو المعنى، وإنما المقصود سنة جميع الخلفاء الراشدين، وحينئذ يبطل استدلالهم، أليس كذلك يا أبا عبد الرحمن؟

مداخلة: صدقت يا شيخنا.

هذا أول شيء، ثاني شيء سنة الخلفاء الراشدين أمر بها لأنها تكون عادة مطابقة أولاً لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم قد تكون دالة عليها، وهذا الحديث لا يعني خذوا بسنة الخلفاء الراشدين ولو خالفت سنتي، وهذا المعنى لهذا الحديث أنا أستقيه من آية في القرآن الكريم ولا يمكن لأحد أن يفسرها بنحو ما فسر ذاك الدكتور حديث العرباض بن سارية، الآية هي قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>