والآن يبدو لي شيء آخر، وهذه مصيبة النفوس التي كنا تحدثنا عنها اليوم، في الوقت الذي كان الغزالي هذا قد أشاد بالألباني، ورفع من شأنه وعلمه في علم التخريج والتصحيح والتضعيف في مقدمة الطبعة الرابعة، إذا به تحركت به نفسه، إذا به يطبع طبعة جديدة وعلى بعض أحاديثي تعقيبات، ما أدري، لا أستبعد أبداً أن يكون استأجر واحداً من هؤلاء المحدثين، وقال له: اكتب تعقيباتك، خاصة والذين يتوجهون لتعقب الألباني بحسن نية أو بسوء نية، فربنا حسيبهم، فبدأ يكتب تعقبات على تخريج الألباني.
فإذاً: ربما يأتي يوم إن لم يأتي هذا أن يطبع فقه السيرة بدون تخريج الألباني، وكل يوم كما تعلم أنت متابع تنتج مؤلفات كثيرة وكثيرة جداً، فلو فرضنا أن طبعة من الطبعات كتب الغزالي تعقيباً سواء بقلمه أو بقلم من كلفه، على هذا الحديث الذي صححته أنا، فيأتي آخر ويقول هذا ضعيف، مثل هذا صاحبنا وهو حسان عبد المنان، فقد يأتي إلى حديث في صحيح البخاري أنا كنت صححته؛ لأني أولاً وجدته في صحيح البخاري، وما وجدت فيه علة تقدح في صحته، فيأتي هو ويكتشف بجهله علة، فيقول: لا، هذا ولو رواه البخاري فهو ضعيف، أما لو كان في تخريج فقه السيرة، يبقى هذا من كلام الألباني.