للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أننا لم نتربى التربية السلفية، نحن نشأنا على العلم السلفي وكلٌّ بحسب اجتهاده وسعيه إلى هذا العلم، أما التربية فما حصَّلنها بعد كمجتمع إسلامي سلفي.

ولذلك فهذه الجماعات وهذه التكتلات وهذه الأحزاب في كل حزبٍ، نجد مثل هذا التفرق، ما سببه إلا عدم التربية الإسلامية الصحيحة.

عشرين سنة تقريبًا أقول: علاج هذه الأمة ليعود إليها مجدها ولتتحقق لها دولتها، فليس لذلك سبيلٌ إلا البدء بما أُلخِصّه بكلمتين اثنتين: بالتصفية والتربية، خلافًا لجماعات كثيرة يسعون إلى إقامة الدولة المسلمة بزعمهم بوضع أيديهم على الحكم، سواءً كان ذلك بطريقٍ سلمي كما يقولون بالانتخابات، أوكان ذلك بطريقٍ دموي كانقلابات عسكرية وثورات دموية ونحو ذلك.

نقول: هذا ليس هوالسبيل لإقامة دولة الإسلام على أرض الإسلام، وإنما السبيل هوسبيل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، الذي دعا في مكة كما تعلمون ثلاثة عشر سنة، ثم أتم الدعوة في المدينة، فهناك بدأ بعد أن استصفى له ممن اتبعه وآمن به رجالًا لا تأخذهم في الله لومة لائم، فبدأ بوضع أسس الدولة المسلمة.

والتاريخ كما يقولون يعيد نفسه، فلا سبيل أبداً وأنا على يقين مما أقول، والتجربة الواقعية منذ نحو قريب قرن من الزمان تدل على أنه لا مجال إطلاقًا لتحقيق نهضة إسلامية صحيحة، ومن ورائها إقامة الدولة المسلمة إلا بتحقيق هذين الهدفين:

وهو التصفية، وهو كناية عن العلم الصحيح.

والتربية: وهو أن يكون الإنسان مربىً على هذا العلم الصحيح .. على الكتاب والسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>