للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نسوا الرسول عليه السلام، علي عليه السلام الحسن والحسين عليهما السلام، أما الرسول عليه السلام فقلما يذكر، وإن ذكر فمن طريق من أهل البيت فقط، أما الألوف المؤلفة من الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر فلا قيمة لهم، نحن تجاوزنا الشيعة حينما لا نقول: قال رسول الله، وإنما المذهب هكذا، المذهب هكذا، سبحان الله! لماذا هذا الجمود؟ احتراماً للأئمة، ترى هل احترمنا الرسول عليه السلام حينما أعرضنا عن العمل بسنته؟

المشكلة عميقة ووسيعة جداً، اليوم خذ أي عالم من هؤلاء الذين يحترمون المذاهب أو يحترمون العلم احتراماً لفظياً، وليس احتراماً حقيقياً، لأن الاحترام الحقيقي لا يأتي بمخالفتهم في الأصول وتقليدهم في الفروع، هو يقول لك: إذا صح الحديث فهو مذهبي، فأنت تخالفه في عشرات الأحاديث لا تأخذ بها؛ لأن الإمام قال بخلافها، هو لما قال بخلافها له عذره بلا شك، وهو مأجور على كل حال، لكن أنت ما عذرك؟ عذره أنه حنفي، وذاك عذره أنه مالكي، وهكذا، أين في كتاب الله أن هذا عذر يبرر له أن لا يسلم لرسوله تسليماً {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥] لهذا نعتقد جازمين ومستعدين أن نتفاهم مع أي شخص يريد الوصول إلى الحق وبالحكمة والموعظة الحسنة.

وصل الأمر إلى أنه لم يبق أي صلة بين المقلدين وبين سيد الأنبياء والمرسلين، ودليل إذا قلت له: صف لنا صفة صلاة الرسول؟ الصلاة التي يصليها خمس مرات ما يستطيع أن يصفها لك، لأنه يستطيع أن يصف لك

<<  <  ج: ص:  >  >>