جداً، وإذا أخذنا القول الأول، وهو الذي مالت نفسي إليه أخيراً: إذا شرع الإمام بآمين فاشرعوا أنتم بآمين، مع ذلك فالمخالفة متجسدة تماماً، هذا هو العصفور الواحد، وهو تنبيه إخواننا الطلاب أولاً ليربوا أنفسهم على هذه الملاحظة فلا يسبقوا الإمام بكلمة آمين إلا بعد أن يسمعوا تأمين الإمام، ولا يستعجلن أحد فيقول: وإذا كان الإمام لا يؤمن جهراً كالحنفية مثلاً، هذا له حكم آخر، الشاهد هذا هو العصفور الأول، العصفور الثاني، أخونا هذا أبو مالك إلى هذه الساعة منذ سنين وهو يحاول أن يربي الناس القليلين الذين يصلون في مسجده وفي كل صلاة جمعة فضلاً عن بقية الصلوات الخمس ينبه الناس هذا التنبيه بإيجاز ويذكرهم بالحديث، مع ذلك أول ما يقرأ: ولا الضالين، وكأنه ما تكلم، نقول وأقول: إخواننا صراحةً انظروا ما أصعب إرشاد الناس ونقلهم من عاداتهم وتقاليدهم إلى الصواب -وعليكم السلام ورحمة الله وبركات-، فإلى الآن تجد الناس مع تكرار التنبيه والتعليم والتوجيه ما استقاموا على السنة في هذه الجزئية فما بالكم إذا وسعنا دائرة التعليم والتذكير بعشرات ومئات المسائل والله هذه الدعوة تحتاج إلى صبر أيوب عليه السلام، ولا أقول إلى عمر نوح عليه السلام الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً؛ لأن هذا خلاف سنة الله عز وجل في خلقه، لكن يحتاج الداعية أن يكون صبوراً، ومن الصبر أن نستعمل الحكمة والسياسة، كما أشرتم أنتم في بعض كلماتكم مع هؤلاء المخالفين، وأن نتلطف معهم، ولا أن نحقر علماءهم بينهم، فيظنون بنا ظن السوء، فلذلك فمثل أبو جعفر هذا الطحاوي أنا أتمنى الحنفيون كلهم في العلم وفي العدول عن الجمود عن