عندنا عصفورين بحجر واحد، أولاً تنبيها للحاضرين وتنفيذاً لصعوبة إرشاد الناس ونقلهم عن عادة من العادات مع أنهم مسلمون ومتعبدون لله رب العالمين، ولكنهم اعتادوا عادة، فمن الصعب جداً جداً أن يحيدوا عنها، وحينما سنذكر هذا المثال، أو نذكر هذا المثال وسنذكره أيضاً نذكر عظمة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي أرسل إلى العرب الذين كانوا يعبدون الأصنام، وكانوا على أخلاق معروفة سيئة من وأد البنات ومعاقرة الخمور ونحو ذلك، كيف استطاع عليه الصلاة والسلام أن ينقل هذه الأمة، الأمة العربية من الضلال إلى الهدى، من الشرك الأكبر إلى التوحيد إلى آخره، هذه وحدها معجزة للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، فيما إذا قسناها بالدعاة الآخرين، المثال هو: وإخواننا الأردنيون يعرفون ذلك، تعرفون صديقنا أبو مالك محمد شقرة، هو إمام مسجد هناك يسمى بمسجد صلاح الدين، وهو من أوائل الذين استجابوا للدعوة السلفية والحمد لله رب العالمين هناك، وعرف في جملة ما عرف من السنة التي خفيت على كثير من المصلين، وهنا القصد بالتذكير الحديث المعروف لديكم فيما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»، المشاهد الآن في العالم الإسلام كله اليوم، وهذه البلاد من هذا العالم لا يكاد الإمام يتم قراءة الأخيرة من الفاتحة، لا يكاد يسكن نون ولا الضالين إلا والمسجد ضج بآمين، والحديث يقول:«إذا أمن فأمنوا»، والعلماء يشرحون هذا الحديث بمعنيين إذا أمن أي شرع، إذا أمن إذا فرغ، وإذا أخذنا القول الثاني في تفسير الجملة هذه، يظهر تباين التطبيق لهذا الحديث،