فكله صواب، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أما عن الأئمة اجتهادات فمنهم من أصاب ومنهم من أخطأ، ومن أصاب فله أجران ومن أخطأ له أجر واحد، تمينا هكذا حتى وصلنا إلى منزلنا ونزلنا.
الشاهد: أن اليوم مصيبة العالم الإسلامي ما فيه توعية إسلامية كما كان الأمر في العهد الأول، يعني: الآن ما يفرق الناس بين الدين مثلاً وبين المذهب، أو بين الإسلام وبين المذهب، لا يفرقوا بينهما، فيتصوروا أن المذهب هو الإسلام هو الدين، ومن آثار عدم هذا التفريق أنك تأتي أسئلة تسمعها في الإذاعة رأي الإسلام في كذا كذا وكذا، رأي الإسلام، الإسلام عنده حكم ما عنده رأي، لكنا لسنا عايشين في أحكام الإسلام، عايشين في آراء العلماء، ولذلك تغير حتى التعبير الذي يعبر عن واقعهم ليقولوا: رأي الإسلام كذا يعنون رأي بعض علماء المسلمين، أما الإسلام عنده حكم، عنده قضاء مبرم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة، ما فيه اختيار هنا أبداً، هكذا حكم الله، لكن الناس بعيدين عن أحكام الله كتاباً وسنة، وعايشين في آراء العلماء، ومن آثار ذلك جعلوا لك ندوة يأتوا بدكتورين أو ثلاثة الذين ما درسوا الشريعة من كتاب الله ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقرر لك الرأي السائد في مسألة ما يقول لك: هذا رأي الفقهاء، والمسألة مختلف فيها، فيه فقهاء كبار قالوا بخلاف ما ينسبونه إلى الفقهاء، المقصود تسليك هذا الأمر الواقع بالاعتماد على رأي قاله بعض الفقهاء، فهم يطلقون ويقولون: هذا رأي الفقهاء، كأنه رأي مجمع عليه وليس من الإجماع بسبيل، يعني: أمور خطيرة جداً منحرفة سببها أن المسلمين اليوم لا يوجد فيهم إلا قليل جداً ممن يعرفهم بحقيقة الدين والإسلام ما هو، كما