الدماء، والثورة الحمراء: التي تسفك فيها الدماء، وكأن القياس هذا قياس منضبط في كل مكان وفي كل زمان، ثم لنا من الواقع عندما خالفنا عن الفقه الصحيح في هذه المسألة بالذات لنا من الواقع الذي يؤسف جداً جداً، أن الخروج لا يحدث الآن على من يخرج عن الحاكم وإنما الذين خرجوا عن الحكام صار كل منهم يريد الخروج على الآخر، ولا أدل على ذلك من الواقع الذي يعيشه الأفغانيون الآن كل يوم تسفك مئات بل ألوف من الأرواح تزهق ودماء تسال على أرض الأفغان.
ثم شيء آخر: هذا سوء الفهم أدى أيضاً إلى أن توجد في نفوس هؤلاء الخارجين بعضهم على بعض أن يوجد حب السيطرة وحب التملك والاستيلاء على الكرسي أن الضعيف منهم أو القوي إذا أراد أن يستنصر على أخيه لا يستنصر إلا بمن هو خارج على الملة لا على الحاكم ... فقط.
الشيخ: نعم.
مداخلة: كما هو أيضاً واقع في أفغانستان، هذه الصور مأساوية رهيبة، ولذلك جواب شيخنا جزاه الله خيراً في هذه المسألة نعتقد أنه هو الفصل في هذا وجزاه الله خيراً.
الشيخ: أنا أرى من تمام نصح ذلك الشخص الذي أشرت إليه، أن يعلم أو على الأقل يذكر إن كان قد علم من قبل أن الإصلاح اليوم لا يبدأ بالثورة وبالخروج على الحاكم الكافر فضلاً بالخروج على الحاكم الفاسق، وإنما الإصلاح يبدأ كما نقول نحن دائماً وأبداً من عشرات السنين: بالتصفية