للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرادوا أمراً، أن يضعوا أمامهم هدي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، في ذلك الأمر الذي هم قادمون عليه، ومشرفون عليه، هل هكذا فعل عليه الصلاة والسلام، حتى هم يفعلوا بمثل فعله، ويقتدوا به - صلى الله عليه وآله وسلم -، هذه مقدمه لا بد ليس فقط أن تكون معلومة عند الشباب، بل يجب أن تكون راسخةً، كما يقال في سويداء قلوبهم، وما ينطلقون وما يتصرفون تصرفاً ما، إلا على هدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فالآن كما يقولون التاريخ يعيد نفسه، نحن الآن نشكوا من ظلم الحكام، وطغيان القوانين التي أخذت من الكفار الذين استعمروا البلاد الإسلامية برهة من الدهر، ثم لما خرجوا منها، خلفوا من ورائهم قوانينهم المخالفة لحكم الله تبارك وتعالى، فهي لا يزالوا الحكام يحكمون بها على مخالفتها لحكم الله ورسوله نشكوا نحن هذه الشكوى، ونساق بأحكامهم، المخالفة لشريعة الله، ونظلم ونسجن ونقتل وو ...

إلى أخره، هذه فتن معروفه، نريد الخلاص من هذا الحكم، الذي هو حكماً بغير ما انزل الله، سوءً كان شيوعياً أو كان ديمقراطياً، أو كان أي نظاماً ليس هو نظام الإسلام، فما هو طريق الخلاص؟

طريق الخلاص هو طريق الرسول عليه الصلاة والسلام، لقد عاش النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في دعوته كما تعلمون جميعاً، ثلاثة عشر سنه في مكة تحت حكم الطاغوت، فماذا فعل، لم يفعل شيئاً سوى أنه دعى الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى تثقيفهم، وتعريفهم بشريعة ربهم، ثم لما اشتد الضغط على المسلمين هناك، أمرهم بان يهاجروا إلى الحبشة، لأنه كان هناك رجل من ملوك الحبشة، كان من الملوك العادلين، وهو المعروف اسمه بالنجاشي، فأمر رسول الله عليه السلام، من كان لا يستطيع أن يصبر، تحت ذلك الحكم الجائر، أن يخرج من هذا الحكم إلى ذاك البلد الذي فيه، العدل والحرية، ونحو ذلك، ثم جاء هجره ثانية إلى الحبشة، ولهذا تاريخ معروف في السيرة،

<<  <  ج: ص:  >  >>