للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أُمِرَ عليه الصلاة والسلام أن يهاجر هو بنفسه إلى المدينة بعد أن كان قد اصطفى من أهل المدينة، رجالاً امنوا بالله ورسوله، كان قد اجتمع بهم، في بيعة العقبة، فلما شعر أو عرف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنه قد قامت نواة من الرجال المؤمنين في المدينة، هاجر إليهم، وهناك بدأت هذه النواة تؤتي أكلها وثمارها، وتمتد دعوتها، فتشمل بيوت كثير من بيوتات المدينة وأهلها، وجرت بعد ذلك المعارك بين المسلمين الذين غزوا في عقر دارهم في المدينة المنورة من المشركين، والذين جاؤوا من مكة إلى المدينة للقضاء على هذه الدعوة، إلى آخر ما هنالك من السيرة المعروفة، فالآن نتعجب نحن من هؤلاء الشباب الذين يخالفون طريقة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ويتعجلون الأمر باستباق الأمور قبل أن يأتي أوان الجهاد، الذي لا بد منه، يوماً ما.

ولكن هذا الجهاد لا بد له من مقدمات، أول ذلك فهم الإسلام الصحيح، فهماً صحيحاً، وتطبيقه على هؤلاء المسلمين تطبيقاً كاملاً، فيوم يتجمع طائفة من الناس، يبلغون اثني عشر ألف من هؤلاء المسلمين الذين فهموا الإسلام فهماً صحيحاً، وطبقوه في نفوسهم، حينئذً سوف لا يكون بهم حاجه أن يثوروا بل سيثار عليهم، كما وقع مع الرسول عليه الصلاة والسلام، سيضغط عليهم وربما سيضطرون إلى أن يهاجروا إلى مكان آخر إما ليعودوا إلى بلدهم، أقوي ما كانوا، أو أن يؤسسوا جماعتهم، ويكتلوا جمعهم في بلدٍ أخر، وهذه الأمور بيد الله عز وجل، ولكن المقصود هو أنه يجب على أي طائفة تريد أن تحقق ما جاء في السؤال، من الجهاد في سبيل الله عز وجل، والقضاء على الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، هذا لا بد له من الفهم الصحيح للإسلام، والتطبيق الصحيح لهذا الإسلام على الملتزمين به، وفي اعتقادي أن هذا لا يوجد اليوم مع الأسف الشديد، في أي أرض من الأراضي الإسلامية،

<<  <  ج: ص:  >  >>