وذلك لأن الأمر إذا كان خفياً، فمعنى ذلك أنه لن يتكون هذه الجماعة، ولن تظهر قوتهم، وإلا فما بالهم يعملون في كما يقال في ليلة لا قمر فيها، وما بالهم لا يستعينون بالمسلمين الآخرين، الذين قد يلتقون معهم، في خطهم المستقيم، في العمل بالإسلام الصحيح، لعلكم تذكرون بعض الجماعات التي قامت لتنفيذ مثل هذا الغرض، في بعض البلاد الإسلامية، ثم كان عاقبة أمرهم أن رجعت الدعوة إلى القهقرة، آخر شيء وقع في سوريا مثلاً، ونحن من سكان سوريا، بعد أن ثارت الثورة السورية ضد البعث وهو بلا شك يعني، حكم غير إسلامي، بل هو حكم كافر، ما كان المسلمون في سوريا فقط يعلمون بان هناك جماعه يعملون سراً، وإلا لو أعلنوها لتجاوب المسلمون معهم، من كان يريد له الحياة الآخرة، فماذا كانت النتيجة، كما تعلمون قضي على هذه الحركة، وسفكت دماء ألوف المسلمين، من الشبان والرجال والنساء، والأطفال، وهدمت البيوت، بل والمساجد على من كان
فيها إلى آخره، لماذا؟
لأنهم لم يسلكوا طريق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، في القيام بدولة الإسلام، لذلك أقول، جواب هذا السؤال باختصار أننا لا ننصح، بأي حركه انقلابية يراد إقامتها اليوم، لسببين اثنين، السبب الأول انه، خلاف هدي الرسول عليه السلام، والسبب الثاني لأن مثل هذه الخلافات قد جربت، فلم تفلح ولم تنجح، ومن رأى العبرة بغيره، فليعتبر، هذا جواب السؤال.