قالوا: والله ما آمنا برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا فراراً من النار، والله لا نفعل حتى نسأل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فأرسلوا رسولاً إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال:«لو دخلوها ما خرجوا منها إلى أن تقوم الساعة، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» مع ذلك وجد بعض الناس من تأول الحديث بخلاف تأويله الصحيح المعروف فقالوا: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إذا كان المطاع يعتقد بأن ما أمر به معصية، أما إذا كان الأمير الآمر لا يعتقد أن ما أمر به معصية لكن المأمور يعتقد أنه معصية فيجوز له إطاعة الأمير والحالة هذه.
وأنا أذكر جيداً مناقشة جرت بيني وبين جماعة من حزب التحرير، كان جمعني معهم السجن في الحسكة عندنا في شمال شرق سوريا، وهذا السجن من فضائل عبد الناصر فهو الذي بناه هناك وكان سجناً عالياً جداً، والأضواء معلقة بالسقف من فوق، وحينما سألناهم علن السر قال: حتى لا ينتحروا، عندما يستعملون الزجاج هذا للانتحار.
وسبحان الله! الشيء بالشيء يذكر كان الدافع للسؤال أنني حينما عرفت في آخر لحظة وقد أخذوني بسيارة لاندروفر هذه التي هي تبع الجيش، أنني سأرفع إلى سجن الحسكة، أرسلت بسرعة إلى أحد أولادي يأتيني بصحيح مسلم والشنطة براية وقلم رصاص وإلى آخره، من أجل أشتغل هناك فيه، الشاهد: فحينما وصلنا إلى السجن وجدنا هناك جماعة من حزب التحرير أكثر من خمسة عشر شخصاً، فكنا نتناقش معهم ليلاً نهاراً من جملتها هذه المسألة وهنا الشاهد: فضربت لهم المثل الآتي: حينما ذكر صراحةً أن الأمير إذا أمر بشيء وهو لا يعتقد أن هذا الأمر حرام فعلى المأمورين إطاعته ولو كانوا