للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأتموه كثيراً وكثيراً، ألا وهو قوله عليه الصلاة السلام: «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقه، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة».

إذاً: هذا الحديث يفصل قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}.

قال: ستتخلفون إلى ثلاث وسبعين فرقة.

ثم بين عليه الصلاة والسلام ما أشار ربنا بالاستثناء في الآية السابقة: (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) من هؤلاء المرحومين؟

قال في تمام الحديث: «كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله! قال: هي الجماعة». وفي الرواية الأخرى وهي مفسرة ومبينة للرواية الأولى، قال: الفرقة الناجية هي التي تكون «على ما أنا عليه وأصحابي».

إذاً: قد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم صفة الفرقة الناجية التي هي واحدة من ثلاث وسبعين فرقة، ومعنى هذا أن المسلم لا ينبغي أن يكتفي بأن يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ لأن هذه الأمة التي ستقول هذه الكلمة الطيبة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة.

فإذاً: على المسلم أن يكون حريصاً كل الحرص أن يعرف صفة هذه الفرقة عقيدتها، أن يعرف عقيدتها، أن يعرف فقهها، أن يعرف سلوكها، تعاملها بعضها مع بعض، تعاملها مع خصومها، مع أعداءها .. وهكذا.

من أين يمكن للمسلم أن يصل إلى معرفة هذه الأمور المتعلقة بالفرقة الناجية، هذه هي النقطة التي أريد أن أدندن حولها، وأن أفصل الكلام فيها بعض التفصيل؛ لذلك لأننا قلنا لا خلاف بين المسلمين أن الإسلام لا إله إلا الله، ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>