الواقع يشهد أن أقل المسلمين هم الذين يحرصون ليعرفوا أنفسهم هل هم من الفرقة الناجية أم لا؟
كيف يمكن معرفة الفرقة الناجية؟
لعلنا نعلم جميعاً، بعضنا يعلم يقيناً، لكن لعلنا جميعاً نحن الحاضرين نعلم الآية التالية، قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وآله سلم:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤]، {الذِّكْرَ} أي: القرآن الكريم، حيث قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩].
الآية الأولى يقول ربنا عز وجل فيها: وأنزلنا إليك يا محمد هذا الذكر القرآن لتتلوه فقط على الناس؟ لا بد من أن يتلوه ولولم يتله عليه السلام ما عرفنا ولا وصل إلينا، ولكن هل واجبه عليه الصلاة والسلام قاصر على أن يتلوالقرآن فقط على الناس، وأن يتعلموه منه كما وقع، أم هناك واجب آخر أمره ربنا عز وجل بأن يقوم به؟
الجواب: نعم، حيث قال:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ففي هذه الآية ما يمكن الإشارة إليه بكلمتين اثنتين، أو بلفظين، الأول: في هذه الآية مبين ألا وهو القرآن، وفي هذه الآية مبين، ألا وهو الرسول عليه الصلاة والسلام.
فالقرآن المبيَّن هو كلام الله، وكلام الرسول صلى الله عليه وآله سلم المبيَّن هو حديثه وهو سنته.
إذاً: لا سبيل لكي نكون على معرفة بما كانت عليه الفرقة الناجية إلا باللجوء إلى سنة النبي صلى الله عليه وآله سلم، وهذه أيضاً حقيقة لا يختلف فيها أحد من المسلمين إطلاقاً، أي أن القرآن تولى الرسول عليه السلام بيانه، ومن أوضح