الأمثلة على ذلك أننا نصلي في كل يوم خمس صلوات، لا نجد في القرآن الكريم خمس صلوات ..
لا نجد في القرآن الكريم تفاصيل الركعات، الصبح ركعتان، الظهر العصر والعشاء أربع، والمغرب امتازت عن كل هذه الصلوات بأنها ثلاث ركعات، من أين عرفنا هذه التفاصيل؟ من المبين وهو - صلى الله عليه وآله وسلم -.
بيانه إذاً في سنته - صلى الله عليه وآله وسلم -، سنته كما يذكر علماء الحديث تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وفعله، وتقريره.
قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - معلوم كل ما جرى على لسانه عليه الصلاة والسلام مما يتعلق بذلك البيان:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤]، فهذا هوقوله كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه كان في مجلس فيه خليط من المشركين وكان ابن عمر هذا رضي الله تعالى عنه من بين كل الصحابة أحرصهم على الكتابة، أن يكتب ما يسمع من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حرصاً منه على حفظه، فأورد المشركون في ذلك المجلس عليه إشكالاً، قالوا له: أنت تكتب عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما يتكلم به في حالة الرضا والغضب، كأنهم يقولون: معقول أن تكتب ما يتكلم به في حالة الرضا، أما وأن تكتب أيضاً ما يقوله في هذا الغضب، أنكروا عليه هذا الحرص الشديد على الكتابة، كأنه دخل في نفسه شبهة، فسارع إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وذكر له ما قال له المشركون وما كان منه عليه الصلاة السلام إلا أن رفع إصبعه إلى فمه وقال له:«اكتب فوالذي نفس محمد بيده! لا يخرج منه إلا حق»، هذا من السنة قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
القسم الثاني فعله، فكل ما فعله - صلى الله عليه وآله وسلم - ففيه الهدى والنور على تفصيل لا مجال الآن لذكره، يأتي القسم الثالث ما رآه عليه السلام فعلاً من غيره ثم سكت عنه